استحقاقات مادية ونيابة عامّة

لأوّل مرّة في تاريخ لبنان رؤساء مجالس إدارة المصارف يمثلونَ أمامَ النيابة العامة المالية!!! حادثة غير مسبوقة أملينَ أن تكونَ تلكَ الحادثةبديّةً لواقعٍ يخرُجُ عن المألوف خالٍ منَ الفساد!! بعيداً عن المحسوبيات السياسية والحصص الدينية.. بعيداً عن عصابات السرقة … بعيداً عنمافيات جَمع الأموات على أنقاضِ جثث الآخرين.
استدعت النيابة العامّة المالية رؤساء إدارة المصارف لتحقيق في التجاوزات الإدارية التي كُشَفَ بعضها ومن أهم التجاوزات هي بيع سندات اليورو بوند وقد كانَ عذر الإداريين أمام النيابة العامّة أنّ ما من قانون يمنع من شراء وبيع السندات خلال الازمة!!! في حين أنّ تلكَ البنوك لاتَملك سندات يورو بوند فكيفَ لها أن تبيع شيئاً هي لا تملكهُ أصلاً؟؟؟
أمّا عن التحويلات المادية التي حَصلت بعدَ مُظاهرات تشرين الماضيأجابَ أدريون المصارف أنّ ما من قانونٍ أصدر يمنعهم من إجراء التعديلات!! وأنَّ تلكَ التحويلات قانونيّة!! إذ كانت تلكَ التحويلات قانونيّة أينَ القانون في حجزِ أموال المواطنون؟؟؟ أينَ القانون بأن تحوّلَ مئات ألاف الدولارات إلى بنوكٍ أجنبيّة بينما لا يستطيع المواطن أن يستلم كامَلَ مستحقاته الشهرية والتي لا تتخطي الألف دولار؟؟؟
أينَ القانون بأن يمتنع إداريون المصارف عن تسليم أسماء أصحاب التحويلاتالماليّة بعدَ أزمة تشرين والتي تتخطى المليارات بحُجّة السرّيّة المصرفية!! لَقد صحَّ من قال إنّهُ عُذرٌ أقبح منَ ذنب. التحقيقاتُ مستمرّة ثقةُالمواطن كبيرة بالقضاء علَّ الفساد ينهي يوماً ويولدَ لنا أملٌ في لبنان الجديد لبنان الأرز.
أمّا جلسة السراي التي يترأسها دياب لمناقشةالاستحقاقات الماليّة المُترتبة على لبنان والمهلة لدفع الدين شارفت على الانتهاء وما من حلولٍ واضحة سوى ديونٌ أخرى وبفوائد خرافيّة حتىيبقى لبنان قابعاً في زاوية الديون بينما السياسيين اللبنانيين يمتلكونَ العقارات والشركات وحساباتٍ ماليّة ضخمة والمنافسة السياسية تستخدم مواقع التواصل الالكتروني لنشر فيديوهات متجزئة تشوّه الصورة اللبنانيّة أكثر فأكثر ، أمّا الهجوم الأكبر كانَ موّجهاً ضدَ الحكومةاللبنانية الجديدة وخاصّة رئيس الحكومة حسّان دياب ما هو سرّ هذا الهجوم المكثّّف في الوقت الذي نحتاجُ فيه لمّ شمل ما تبقى لنا منأشلاء البقاء…. بانتظار التغيرات الشاملة التي وعدنا بها حسّان دياب نأملُ بدايةَ وعيٍ وطني تتحلى به المنابر السياسيّة والإعلاميّة…