حقيقة الفوضى في واشنطن – كما لم يجرأ أحد

أعمال الشغب والتكسير و مشاهد الاقتحام للكونغرس وسيناريو “إلا ديمقراطيّة” الذي فُرضَ باحترافيّة سينمائية في واشنطن جعلَ ساحة الكونغرس تشبه هوليوود بكمّ المواهب المدرّبة والمنسقة لافتعال شاشة حيّة تنقل ما تريد للمشاهد.
كلّ الاحداث والوقائع السّابقة والحاليّة والآتيّة تخبرنا عن حقيقة خلق طابورٍ خامس يملك بينَ يديه مهمّة عليه تنفيذها مهما كلّفَ الامر.
أمّا عن المهمّة فهي تتخطى الانتخابات و الفرق السياسيّة بل هي تستهدفُ طرفي السياسة الحاكمة في الولايات الأمريكية ، الأمر الذي يطرح أمامنا اليوم تساؤلاتٍ مفصليّة : هل ما نراه اليوم هو الجزء الثاني من مسلسل كورونا؟؟
هل ماسبقَ وحصل في العام الماضي كانَ تهيئة سياسية وشعبيّة لما نراه الآن؟
أم أنّ حالة الفوضى التي فُرِضت في واشطن هي جزءٌ تمهيدي لفرض الطابور الخامس على طاولةِ حوار لن تشبه سابقاتها.
حالة الفوضى هي مرحلة مدروسة و مسبقة الصنع وجاهزة لتظهر مهما كانت نتيجة الانتخابات.
لن يغيّر فوز الحزب الجمهوري شيئاً كما أنّ فوز أو خسارة بايدن أمام ترامب لن تغيرَ الواقع لأنّ الواقع يرسمُ تبعاً للمصالح العليا وهي تتخطى الأحزاب والرئاسات تماماً كما تتخطى التنافس السياسي وتتحكم بالارادة الشعبيّة.
نعم لكورونا أقارب جدد.
نعم لما حصلَ اليوم أجزاءٌ أخرى.
نعم إنّ الحادثة تتخطى الحدث كما تتخطى الدول.
نعم ما حصلَ في العراق و سوريا و لبنان مجرد تدريب لجهاتٍ سوفَ تنفز على الأرض الامريكيّة وفي الدول الأكثير قوّة.
نعم إن الحرب الثالثة تجاوزت الأسلحة النوويّة و انتقلت إلى تحالف مع الطبيعة.
نعم إنّ المرحلة القادمة هي مرحلة عرض قوى للدوّل العظمى، وعرض القوى لن يتمثل عسكرياً بل دماراً اقتصادياً بكل الوسائل الغير مشروعة لكنّها مبررة.
إنّ الأحداث القادمة في الدول العظمى لن تكون بمحض الصدفة.
فهل هناكَ من يتجرأ و يقول إنّ الحرب العالميّة الثالثة بدأت لتنهي أنظمة و تخلق أنظمةً أخرى؟
من خلقَ الطابور الخامس؟
كم من طوابير بعد قد يظهر في الساحة العالميّة؟
هل الرد سوفَ يطال الصين أولاً أم اليابان؟
الغد لن يشبه اليوم.