عودةُ زمن الكوليرا – المقال الشهري

إصاباتٌ عديدة نراها هنا وهناك بذلكَ الفيروس القديم الجديد ألا وهوّ الكوليرا؟؟ لن يخفى على أحد الأزمة القائمة في القطاع الطبّي حيثُ أصبحَ الحصول على علاج يشبهُ المعجزة لأنّ أربابَ الاقتصادَ منحَ حقّ الشفاء لمن يملك العملة الاجنبيّة، في وطنٍ أصابتهُ الكوليرا السياسيّة ما بين أطرافٍ سميّت مجازاً بالأحزاب علَّ التسميات تغيرُ أُسس اللغة ويسهلُ حينها رفع المضاف إليه على أنهُ موصوف ليتبع صفته والمعنى يبقى في قلبِ الشاعر.
عودةُ زمنِ الكوليرا السياسيّة أصبحَ واقعاً مُختاراً! لأنّ الحقائق اصيبت بهذيانِ ارتفاع الأسعار السلع في حين انخفاضِ أسعار الذمم!!
عودةُ زمنِ الكوليرا في قالبِ المجهول لأنَّ عدوّكَ اصبحَ كلاماً على ورق وقضيتك حبرُ دونَ ورق ( بسبب ارتفاع اسعار الاوراق فضلوا الكلام على اعتباره مجانياً حتى الآن ) لكنّ من حاربكَ في الماضي القريب و يحاربك الآن هوَ جارك أو ابن عمّك والحدود تخطت سايكس بيكو لتصبح الحدود داخل بيتك فعن أي وطن تتكلم وعن اي عدو تتكلم وعن اي حروبٍ تتكلم والكوليرا السياسية اختصرت الكلامَ بالفعل القائم وأصبح شهيدَ اليوم هو الوطن القابعُ على خارطةِ التاريخ ليسَ ألا صورة نعللُ بها فضائحُ اليوم باللوم وأصحابُ الكلام والانتقادِ كثرٌ يا عزيزي ولكنّ الأفعال أصبحت ضميراً مستتراً تقديرهُ الأنا !!!
أنتَ الآن أمام قضيّة الرغيف وقضيّةِ المياه وقضيّة مدارسِ أولادك وقضيّة دواءِ أمك وقضيّةِ افلاسِك من القوّة أمام حروب الموت الاختياري، ترى من وضعكِ أمام تلكِ القضايا دونِ حولٍ أو قوّة؟؟ تكمن حقيقةُ العدوِّ ضمنَ اجابتكِ الصامتة لأنكِ تدركُ جيداً أنَّ خياراتك السياسيّة هي السبب وصمتك القاتل هوَ الفاعل واستجرارُ الماضي في كلماتٍ تحملُ فعلَ المستقبل لتأجيلِ فعل الحاضر لن تفيد.
عودةُ زمنِ الكوليرا لن يتمَّ علاجهُ بالهجوم والانتقاد على صفحات التواصل ولن تجمعَ اشلاء الوطن وأنت على كرسيِّ جدكَ القديم.
لن تثبتَ نفسكِ وانتِ على الحياد لأنّ وطنك حقيقة وليسَ عالماً افتراضياً، أما نكون أو لا نكون جملةٌ محدودةُ في عدد الكلمات لكنّ إثباتها بتطلب الكثيرَ من الأفعال العاجلة فهل نسمعُ صدى افعالك أم ترى الكوليرا أصابت افعالك بالصدئ.