هل يعود الحب بعد الموت؟!!! – احتمالات قاتلة

كعادةِ القدر!! أتى عطرها يسبقُ خطاها مستعجلاً دقاتِ قلبي التي خانتني وأخذت تتسارعُ، ومع تسارعها تأرجحت قوّةُ المقاتل في داخلي وتمنيتُ لو أني أعودُ ذلكَ الفتى الذي يغامرُ فيما كانَ يغامرُ في جنونه الى حدِّ الهروبِ بها من واقعي الذي لا يشبهني أبداً.
ثمّ أطلت وشعرها مسدولٌ على كتفيها يتلوّنُ بخطوطِ من الشمس، أما اكتفيتِ برصاص عطركِ لتأتي اليوم مع تلكَ الأنوثةِ الطاغية حتى الموت.
كيفَ بدأ سلامها مع ابتسامة وكيفَ أنتهى سلامها مع قبلةٍ خجولة، كيفَ لذلكَ الحياء أن يكونَ شهياً الى هذا الحد ونحنُ نسكنُ عالمَ الاغراء أو بالأحرى في واقعٍ أصبحَ فيه كلّ شيء متاح ، لماذا اتيتِ ضمنَ هذا الزُّحامِ سيدتي ؟؟ كيفَ أتجاهلُ ذلكَ الانتماء المُخيف نحوكِ ؟؟ كيفَ أرحلُ وكيفَ ابقى و أنتِ دونَ أن أدري تسللت إلى داخلي
أتراهُ الحب!! لم أعرف معنى الحبِّ يوماً، لستُ أدري إن كنتُ أريدهُ الآن، حيثُ لا مكان للمشاعر في حياتي أنصحكِ بالذهابِ بعيداً عن رجلٍ ماتت أحاسيسه قبلَ ميلادك، ارحلي قبلَ أن تري حجمَ الدمار الهائلِ في داخلي ، جزءٌ مني يريدُ رحيلها لأجلها وجزءٌ آخر يريدُ بقائها لأجلي ، ترى من تراه ينتصر على الأخر ؟؟
مشينا سوياً وهي تحدثني وأنا صامت أستمعُ لذلكَ الصراع في داخلي وهي تنظرُ إلى وجهي الذي أصبحَ شاحباً تعثرت وكادت تقع ولكني أمسكتُ بها بينَ ذراعي ومع نظرتها أدركتُ أني من وقع في دهاليز أخافُ أن أدخلها ، ذلكَ المُقاتل الذي لم يعرف الخوف أثناء المعارك يخافُ من إحساسه نحوَ امرأة أم تراني أخافُ من احساسها نحوي ، كم انتظرتُ هذا اللقاء وكم اتمنى أن ينتهي دونَ شظايا ، تجاوزتُ الصمت وقلتُ لها :
_هل أنت بخير ؟
_ أنا بخير لكنّي لا أظنك أنكَ بخير
_ بعضُ الأمورِ العالقة في العمل شتت ذهني أعتذرُ عن ذلك ، بدأ الشتاء يتساقط دعينا نسرعُ نحو السيارة
بدأتُ قطراتٌ المطر تنهمرُ بسرعة أمسكتُ بيدها و بدأنا نركضُ حتى دخلنا السيّارة مبتلينَ تماماً حالما رأيتها تضحك نسيتُ توتري، غيرتُ خطط اليومِ دونَ تفكير وذهبتُ بها إلى خارج المدينة بعيداً عن صخبِ الزحام ، أردتُ أن اسمعَ صوتها دونَ غيره وأن أراها بعيداً عن اتكيتِ المطاعم ، هل أهربُ الان معها من واقعي أم تراني أهربُ من خلالها !!